
بقلم :- سمير عبيد
١-بطبيعتي لا أنطلق من مواقف شخصية أو عرقية أو مناطقيه أو قومية أو حزبية أو دينية عندما أكتب عن فعل مُشرّف، أو موقف أنساني، أو تفاعل يقوي اللحمة الوطنية، ويعزز حقوق الأنسان في بلدنا الجريح العراق .بل أنطلق وأفرح واتفاعل معه، وحتى وان أنطلق الموقف من خصما لي ،أو من جهة لا أرغب التعامل معها وهنا لا أعني الشخصية صاحبة المبادرة في هذا المقال .فواجبي ان أدعمها لأن الموقف أنساني أولا ،ومُعزز لمبادىء حقوق الانسان ولحرية التعبير داخل بلدي ثانيا . لا سيما وان موضوع حقوق الانسان يشمل جميع البشر دون المرور على أديانهم وقومياتهم واعراقهم، وهكذا حرية التعبير فهي مبدأ نبيل يساهم في تعزيز العدل في الحكم والادارة والمجتمع !
٢-فكيف وأذا كان الموقف يُقوي ويُعزز حقوق الأنسان والعدل وحرية التعبير وحماية أصحاب المهنة التي أعزها الله وهي مهنة " الكلمة" في العراق الذي بات يخرج من عنق الزجاجة رويدًا رويدًا ان شاء الله. تلك الكلمة وتلك المهنة التي عزّزها الله تعالى عندما خاطب الرسول الاعظم والنبي الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال له ( أقرأ). وبالتالي فعندما تعرضت وتتعرض قبيلة ( الكلمة) أي الصحافة والصحفيين في العراق للمراقبة والتكميم والإخراس ليتعزز بذلك دور الفساد والفاسدين في مؤسسات الدولة وأركان المجتمع. هنا يكون اي موقف صادر ومساند للصحافة والصحفيين ولحرية التعبير بمثابة شجاعة وموقف نبيل ولابد من الأشادة " والصديق وقت الضيق" !!
٣- فمن حقنا أن نكون سعداء بالموقف الذي صدر أمس من قائد عراقي بشكل عام ،وقائد وزعيم كردي بشكل خاص وهو الزعيم مسعود البرزاني ليتضامن مع صحفي عراقي"عربي" يعمل في العاصمة بغداد،وهو الصحفي ( عقيل الشويلي) رئيس تحرير صحيفة كل الأخبار الذي تعرض للظلم بأثر رجعي!
والسبب لأنه وقف بوجه الفساد والتنمر وفشل الادارة في مفصل من مفاصل الدولة العراقية.فهذه مبادرة أنسانية اولا، ومبادرة من رجل دولة ثانيا ، يثبت أنه يتابع كل صغيرة وكبيرة في بغداد كما في اربيل ، وعلى عكس الذين يسكنون في بغداد ولهم فيها مكاتب، واحزاب، وصحف، وفضائيات، وجيوش خاصة، وارتال عسكرية، وسطوة على المجتمع، ولم يعلموا بما يدور من ظلم ضد شرائح المجتمع العراقي ومنهم شريحة الصحفيين!
٤-وبدلا من اغلاق القضية من قبل السيد القاضي الذي عُرضت عليه لان الذي فشل في الادارة في ذلك المفصل المؤسساتي والذي ورد أسمه في تقرير صحيفة السيد عقيل الشويلي قد خرج من مكانه، وأصبح بمكان آخر. وبدلا من تسوية القضية من جانب القضاء لصالح الصحافة وحرية التعبير وتشجيعها لتمضي في عملها الدؤوب في أجواء صحية، وبدلا من السماع لخبراء في الصحافة والاعلام قبل اصدار الحكم يذهب السيد ( القاضي) ليحكم حكما غير منصفا بغرامة الصحفي العربي العراقي في بغداد ب( مليوني دينار ) وسط صدمة وذهول الصحفيين والاعلاميين لأن التقرير الذي نشره صاحب الدعوى منقول من مكان صحفي آخر وهذا معمول به في مهنة الصحافة ( وناقل الكفر ليس بكافر ) وهذه أخطاء جسيمة يقع بها القضاء والقضاة بعد اغلاق محكمة النشر الخاصة التي كانت مختصة بمجال الصحافة وعمل الصحفيين !!!!
٥-ونجزم ان السيد القاضي تعجل بالحكم. وان حكمه لا يمثل القضاة النزهاء الحكماء في اصدار الحكم. ولا يمثل القضاء العراقي الذي حرص ويحرص على النزاهة والاصلاح والتوجيه وسماع جميع الاطراف بدلا من الاحكام المتعجلة.و بدليل بالأمس اخرج شخصا تهجم على القضاء والمؤسسات فأين حكم القضاء ؟ واخرين تهجموا علنا على اسماء لها وزنها في الدولة ؟ واخرين فتحوا ملفات فساد واتهموا رجال دولة بمستويات مختلفة ولم تصدر ضدهم أحكام من القضاء ؟ . بحيث ان هذا القاضي وبحكمه على الصحفي المتصدي للفساد والفاسدين اعطى قوة وخرطوم اوكسجين الى الذين يفترض محاصرتهم وهم الفاشلين اداريا والذين لم يحدوا من الفساد والفاسدين عندما مارسوا مهمة ادارة الوزارة المذكورة في الدعوى !
#موقف الزعيم البرزاني !
١-فموقف ومبادرة الزعيم مسعود البرزاني وفي هذه الظروف المعقدة والمتشابكة في بغداد بسبب ظروف تمرير الموازنة، وبسبب عودة جيوب داعش الارهابي ، ومحاولة البعض سكب الزيت على النار من اجل فتنة بين كردستان والمركز وبالعكس يسارع السيد البرزاني بتكليف مستشاره الخاص الاستاذ (كفاح محمود) ليتواصل مع الصحفي الضحية ( عقيل الشويلي) ويتبرع بدفع ال ( مليوني دينار ) بدلا عنه!. فهذه مبادرة انسانية ووطنية عظيمة ومبادرة تعزز عمل الصحافة والصحفيين في العراق !
فالقضية ليست المبلغ المذكور والذي رفض الصحفي عقيل الشويلي دفعه من قبل الزعيم البرزاني .بل شكره على موقفه المسؤول والنبيل ليس تجاه عقيل الشويلي فقط تجاه جميع الصحفيين الاحرار الذين لا ظهر لهم، ويعملون بظهر مكشوف . واليوم اصبح لديهم زعيم كبير يدعمهم، ومكان يأويهم عند المخاطر وهو كردستان الخير والنماء !
٢-فالقضية هي بعمق المبادرة وقوتها ولمعانها الكبير، وتوقيتها الخطير والمهم فهناك ادارة أميركية جديدة معيار تعاملها مع الدول والحكومات هي قضية حقوق الانسان وحرية التعبير وايقاف مراقبة ومحاصرة ومعاقبة الناشطين والصحفيين والمعارضين . فجاء موقف الزعيم البرزاني داعما لسياسة الادارة الأميركية الجديدة ، و لطمة على وجوه جميع الساسة والقادة الفاشلين في بغداد والذين لا يعلمون مايدور في بغداد ومحافظاتهم، ولم يتعودوا على هكذا مبادرات تعزز روح الأخوة، وتقوي من العلاقة بين المواطن والمسؤول، وتعطي للصحفيين الدعم والامان والعمل في بيئة آمنه !
فشكرا الى الزعيم والرئيس مسعود البرزاني الموقر
وشكرا الى المستشار الاستاذ كفاح محمود المحترم
وهنيئا للصحفيين الأحرار - ومبروك للزميل عقيل الشويلي !!
والكرة في ملعب القضاء ،وملعب القاضي الدكتور فايق زيدان المحترم !.
#ملاحظة :-
انها ليست كذبة نيسان !
بل هي حقيقة بات للصحفيين الأحرار في بغداد زعيم يدعمهم وهو الزعيم البرزاني ...وهناك مكان يأويهم عند الخطر وهو كردستان !.